طريق آخر وجدت نفسها فيه.. عليها أن تمشيه مجبرة، مكرهة، راضية.. هو واقع تتلمس خطاه، ولكن لا لحزن يقتل ربيع العمر، ولا لهم تتشح معه الحياة بالسواد..
وتلك بعض الرؤى والأفكار التي استخلصتها بعد طول تأمل وكثير بحث والتي أزعم أن من شانها بحول الله أن تضيء حياة الكثيرات من اللواتي انفصلن عن أزواجهن وأن تضفي على أيامهن نسمات أمل ولمسات فرح وسعادة فالنفوس العالية لا تخضع للحوادثِ ولا تنحني لها بل تتلمس في الجدار ألف باب وباب.. سائلا المولى العزيز أن ينفع بها :
1. من الضرورة بمكان أن ندرك أن سعادتنا تعتمد في المقام الأول على (نوعية تفكيرنا ) وللأسف أن كثيرا من الأخوات يعتبرن أن مرحلة ما بعد( الطلاق) سوداوية مظلمة وأنها نهاية طريق والحقيقة أن هذا النمط من التفكير السلبي لا يجنى منه سوى الهم.. وكم هو رائع أن ينظرن للمرحلة أنها(تحدي) فهذا يستنهض الهمة ويذلل الصعوبات ويحرض النفس نحو التصرف بإيجابية عالية وياليت الأخوات يهجرن النطق والتفوه بكلمة(مصيبة أو مأساة) لان تلك المفردات تستدعي مباشرة مشاعر المرارة والضعف داخل النفس وتراكم أحاسيس الهزيمة النفسية التي تطرح أصحابها أرضا وتسلبهم قدراتهم.
2. لا يستدرجك قطيعُ (الفضوليين ) لكشف أسباب( الطلاق) ولا تستجيبي لإغراءات العاطفة ومكامن الألم لإشباع ما علق في نفسك من ترسبات والتنفيس عن براكين الهم وليكن لسان الحال والمقال دائما حال السؤال عن سبب الطلاق(ما كتب الله نصيب ).
3. تناسي الماضي وتأكدي أن الاسترسال في التف
كير بمتاعب الماضي والتمعن في صوره المظلمة سوف يخنقك ويعطل قدراتك ويكفيك ما عانيتِ من متاعبه واعلمي أن الحياة أجمل وأقصر من أن تهدر في النظر إلى الوراء فالأفضل دوما هو تحسين حاضرنا للفرح به ولصنع مستقبل أجمل نستحقه.
4. كوني كما أنت ولا تتكلفي أي تصرف لإرضاء الآخرين وإياك وتقمص دور الضحية بكثرة الشكاية ومداومة التوجع فهذا لا شك مدعاة لتشويه صورتك أمام الآخرين وفقد احترامهم لشخصك وهو من مغذيات الأوجاع ومن معززات تحطيم الشخصية.. ولهذا يقال أن الرجل يتعافى سريعا من آثار الطلاق وذلك لكونه لا يسترسل في الحديث أو التفكير عن تجربته السابقة، فثقي بنفسك ولا تتصرفي كالمذنبة التي تحاول إثبات براءتها.
5. ما أروع أن تشعر المطلقة بالحب والاحترام لنفسها ولتكن نظرتك لنفسك نظرة إيجابية مشرقة ولا تنزلقي في مستنقع جلد الذات وظلم النفس، فإن كنت السبب في الطلاق فالحمد لله على كل حال وتلك أمة قد خلت وأيام ذهبت وانجلت فلست بالمعصومة من الخطأ, وعليك استدراك الأخطاء وتقوية مواطن الضعف في شخصيتك وإذا كنتِ مظلومة فهناك جبار يُحصي الصغير والكبير وسيأتي يوم ينتصر لك فيه..
6. خالطي الآخرين وإياك والعزلة بسبب وضعك الجديد فلست بأول من يبتلى ولن تكوني الأخيرة إن حضورك المناسبات واجتماعك بالناس لاشك أنه يسلي ويشتت الهموم ويعزز بإذن الله من فرص أن ترزقي بزوج ترضيك صفاته ـ
7. احذري من ذكر الزوج أو أهله بسوء عند (الجميع) مهما بلغت حدة الخلاف وعظمت مشاعر القهر وخصوصا أمام (الأولاد) فهو لازال والدهم وأهله هم أهلهم.
8. تأملي في الأشياء الإيجابية التي اكتسبتِها في حياتك الجديدة كالتحرر من كثير من (أعباء المنزل) وأن هناك حمل قد ألقي من على كاهلك إضافة إلى كونك قد فارقت زوجا لربما كان مصدرا لآلامك وسببا لقهرك وأوجاعك وتذكري أن الطلاق قد زادك خبرة في الحياة وأن هناك دائما فرصة أفضل لاختيار شريك حياة جديد كما ترغبين.
9. استيقظي كل يوم بنفسية محلقة وروح تعبق أملا وتفاؤلا استمتعي بالموجود ولا تتعلقي بالمفقود استمتعي بما وهبك الله من نعم(صحة و أولاد وأهل وصديقات وعمل وهوايات وغيره من الأمور الجميلة ).
10. ما أجمل أن ترى الأخت ( المنطلقة ) أن حياتها قد بدأت
من جديد وعليها استكمال ما فاتها وتطوير نفسها وتأهيل نفسها (حضور دورات تدريبية والالتحاق بمعاهد الحاسب أو دراسة لغة) وأن تحاول أن تشارك في العمل الاجتماعي حتى لو كان بشكل تطوعي لأن ذلك سيجعلها تكون علاقات اجتماعية جديدة.
11. لا تتأثري بأي نظرة سلبية من المجتمع و وكون البعض يتعامل مع المطلقة على أنها حالة خاصة فعليكِ إثبات ذاتك حتى تفرضي على الكل شخصيتك.. وخير نجاح وأعظم إنجاز لاشك أنه يتمثل في تربية الأولاد وتعلميهم فهو دليل قاطع على نجاحك و عظم وسمو شخصيتك.
12. إياكِ ثم إياكِ ثم إياكِ من التورط في علاقات عاطفية غير مشروعة فليست تروي ظمأ ولا تشفي غليلا وطريق قصير نحو الحسرات والمشاكل.
وقبل الأخير أختي (المنطلقة) فها هي نوافذ الآمال مشرعة لكِ وأنتِ تملكين سعادتك بيديك فأقدمي وبادري و أسرعي بقاربك الجميل بمجدافين من إيمان بالله وثقة بالنفس وسوف تصلين بإذن الله نحو جزيرة السعادة والنجاح وعندها جزما سيكون للحياة معنى آخر.. __________________