احمد شعلان احمد شعلان
عدد المساهمات : 154 تاريخ التسجيل : 21/04/2009 العمر : 54
| موضوع: المتسابق اليقظ والرجل الكبير الأربعاء 5 أغسطس - 0:43 | |
| أخي الحبيب, أختي االغالية التاجر يحصي باستمرار الأموال التي خسرها ، كذلك الطالب يحسب درجات النجاح والرسوب وهكذا المؤمن الذي هو في حقيقة الأمر متسابق يقظ لفعل الخيرات ، فهو يُحصي سيئاته ويحذر عاقبتها بخلاف الغافل الذي قال الله تعالى عنه ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه?
ها هو المتسابق الجليل سفيان الثوري يخبرنا بأسى ومرارة فيقول حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته وقال سليمان الداراني قلَت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون، وكثرت ذنوبي وذنوبك فلا ندري من أين نؤتى
والمتسابق اليقظ هو الذي يكون في حذر دائم ، ولا يأمن الفشل أو يغتر بقوته. وهكذا المؤمن ، حتى في اشتغاله في الطاعة والعبادة ، فرب طاعة أورثت عزاً واستكباراً وعجباً ومنةً على الله فأهلكت صاحبها وفي المقابل رب معصية أورثت ذلاً واستغفارا فكانت نجاة وصلاحاً ورفعةً لصاحبها صلى بشر بن الحارث يوماً فأطال الصلاة وأحسن ، ورجل يصلي خلفه ، فانتبه له بشر فقال له لا يعجبنك ما رأيت مني ، فإبليس عبد الله مع الملائكة دهراً ثم صار إلى ما صار إليه ويقول الشافعي إذا خفت على عملك العُجب ، فاذكر رضا من تطلب ، وفي أي نعيم ترغب ومن أي عقاب ترهب ، فمن فكر في ذلك صغُر عنده عمله إذن إياك ثم إياك أن تفخر على العاصي بطاعتك ، أو تُعيره بمعصيته لأن وقوفه بين يدي الله ناكس الرأس ، خاشع الطرف ، منكسر القلب ، أنفع له وخير من صولة طاعتك ، والمنة على الله بها . لقي بشر بن الحارث رجلاً سكراناً ، فجعل الرجل يُقبله ويقول يا سيدي ، يا أبا نصر وبشر لا يدفعه عن نفسه ، فلما تولى ذرفت عينا بشر بالدموع وقال عن الرجل السكران إنه أحب رجلاً على خير توهمه فيه ، ولعل المحبوب هلك والمحب نجا والمتسابق اليقظ يومه كله لله حتى منامه .. انظر إلى همة معاذ رضي الله عنه لما تناظر هو وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما فقال أبو موسى أنا أقوم أول الليل وأنام آخره وقال معاذ وأنا أنام أول الليل وأقوم آخره فأحتسب نومتي وأحتسب قومتي معاذ رضي الله عنه يعلمنا كيف نكون في عبادة حتى في وقت النوم ، ويضع لنا هذه المعادلة المربحة : عادة + نية صالحة = عبادة . أخي الحبيب, أختي االغالية والمؤمن ، ذلكالمتسابق اليقظ ،أخوف ما يخاف منه هو سوء الخاتمة يروى أن رجلاً كان ملتزماً بالمسجد للآذان والصلاة ، وعليه بهاء العبادة وأنوار الطاعة وفي احد الأيام رقي المنارة على عادته للأذان ، وكان تحت المنارة دار لنصراني ذمي ، فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار ، فافتتن بها وترك الأذان ، ونزل إليها ودخل الدار فقالت له ما شأنك ؟ما تريد ؟ قال أنت أريد قالت لماذا ؟ قال لها قد سلبت لبي وأخذتِ بمجامع قلبي قالت لا أجيبك إلى ريبة ، قال لها أتزوجك قالت له أنت مسلم وأنا نصرانية ، وأبي لا يزوجني منك قال لها أتنصر . قالت إن فعلت أفعل فتنصر ليتزوجها ، وأقام معهم في الدار ، فلما كان في أثناء ذلك اليوم وبينما كان معهم صعد إلى سطح الدار لحاجة كان يريدها فسقط فجأة عن السطح ومات فلا هو بدينه حظي ولا هو بها ظفر ، فنعوذ بالله من سوء الخاتمة تعلَم أن تحصي وان تعدَ سيئاتك بنفسك وان تحاسبها قبل إن يحصيها عليك الملك الديَان فالمعصية الواحدة قد يغفرها الله لك ، لكنه كذلك يملك أن يعذبك بها اللهم إنا نسألك مغفرتك ونسألك رضاك والجنة
| |
|