ووالدتك تقول: نحن تحملنا أكثر من هذا، وعشنا ومشت الحياة.
ووالدته تقول: الموضوع لا "يستاهل" الطلاق.
وأنا أقول: كيف يمكن لشخص عاقل أن يقبل هذا الوضع؟
إن الأزواج والزوجات البالغين من العمر فوق الستين لا تنقطع العلاقة الجسدية بينهما طوال خمسة شهور!! فما بالك بشاب وفتاة في الثلاثين!!
ليس معنى كلامي أن تسارعي بطلب الطلاق، ولكن معنى كلامي أن تدركي حجم المشكلة التي تعانين منها، وتبدئي في وضع خطة العلاج وخطوات الحل.
والخطوة الأولى البديهية والمنطقية هي اللجوء إلى أخصائي نفسي، أو مستشار علاقات زوجية للتشخيص، والعلاج من خلال عدد من الجلسات.
هذا الأخصائي النفسي يحدد بعد جلسة أو أكثر أين الخلل، ويبدأ خطوات العلاج، زوجك يقول إنه طبيعي، نعم.. ربما يكون طبيعيًا من الناحية الطبية العضوية، ولكن قد لا يكون طبيعيًا من الناحية النفسية.
وربما يكون طبيعيًا من الناحية النفسية، ولكن (العلاقة) بينكما بها خلل أو أزمة تحتاج جلسات علاجية مشتركة.
أتصور أن هذه الخطوة البديهية في غاية الأهمية، وخاصة لأن أعراض الفتور والنفور بدأت تظهر بوضوح من الجانبين، وإذا استمر الأمر أكثر من هذا ربما يستفحل ويستعصي علاجه.
وعليك اللجوء لكل وسائل الترغيب أولاً، ثم التهديد ثانيًا من أجل اتخاذ هذه الخطوة، حتى ولو وصل الأمر للتهديد بالطلاق.
وأعتقد أن زوجك سيستجيب وأن الأمور بينكما ستتحسن بإذن الله تعالى، وربما نحن لا نتطلع لإيجاد حالة من العشق والغرام بينكما، فإن معظم الزوجات لا يشعرن بالاكتفاء العاطفي الكامل من أزواجهن، ومع ذلك يرضين ويتأقلمن ولا يهددن بالانحراف، والوقوع في المعصية، ولكن كما قلت ليس لدرجة أن يصل الهجر لهذا الحد.
وهناك فريق آخر من الزوجات تتحمل ما فوق هذا الحدّ؛ لأن ليس لديها اختيارات أخرى، أو ليس لديها مصدر للكسب والإنفاق، وهناك فريق ثالث تتحمل؛ لأن فرص الزواج شبه منعدمة بعد الطلاق، فتعتبر أن الحياة مع نصف رجل خير من الحياة بلا رجل، وهناك زوجة تختار الطلاق والحياة وحيدة، كل هذه حالات يختلف بعضها عن الآخر.
وليس هي موضوعنا الآن، فهذا الحديث يأتي في مرحلة متقدمة، أما الآن فيجب أن نستعد للخطوة الأولى، وهي: أخذ الأمر مأخذ الجد، واللجوء لاختصاصي نفسي، والالتزام بعدد من جلسات العلاج الزواجي.